بقلم / خالد الترامسي
طبعا وللأسف كثير من المصريين يتحدثون ليس لشيئ إلا لمجرد الكلام ، نعم إنها المكلمة وفقط ، والإنتصار إلي فريق دون الأخر وكأن مصر كلها سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وأمنيا وغيرها من المحاور التي هي أعضاء الجسد المصري قد تحولت إلي صراع بين الأهلي والزمالك ، إنه الصراع الذي سيأتي بنتائج وخيمة علي الجميع ، مصر ليست صراعا بين أنظمة أيدلوجية بعينها ، مصر ليست صداما مع رئيس وقف بجانبه سائر شعبه ليعيد لهم هويتهم التي كان سيسلبها منهم جزءا بعد جزء الإخوان المسلمين في غفلة من الزمان يتحول الشعب المصري بكل طوائفه ومشاربه الثقافية إلي دولة تصدر الإرهاب الفكري إلي دول العالم أجمع ، الخلاصة أن مصر لكل المصريين ، وليست لنظام بعينه ، علي الأقل ولو كانت مجرد كلمات يرددها الرئيس ” السيسي ” فهي في إطارها النظرى تجعلنا في أمن وأمان حتي مع فرض عدم بلوغنا مغارمها عمليا ، ولكننا سنكون أمام إطار فكرى غاية في المعقولية .
من هنا أقول أن مصر كبيرة علي أي طائف مهما بلغ من سطوته ، مصر تحتاج إلي البناء والعمل بإخلاص ، كم يتمني كل منا أن تكون مصر بلدا خاليا من السجون والمعتقلات ، ولكن لا بد أيضا أن نكون علي قدر المسؤولية ، لا ننساق إلي العربدة والهمجية ، نحترم الواجبات قبل أن نطلب الحقوق ، تبدأ حريتنا عند إنتهاء حقوق الأخرين ، لذا كانت فكرة القانون ، حتي ولو طبق بشكل حرفي بعيدا عن روحه الذي يختلف من مطبق له عن أخر ، لا تطلبون منه أن يكون مطبقيه هم الملائكة .
إلهامات المصريين كثير البعض منهم يود أن تكون مصر عملاقا له القدرة علي الصدارة حائزا علي قدر كبير من السيطرة علي القرار السياسي للمجتمع الدولي ، ولكننا نريد أن يكون هذا حال معظم وغالب الشعب المصري ، لا بد أن يكون الجزء الأكبر من شعب مصر صانعا لأمجاد أمته ، نريد أن نتخطي حاجز التاريخ ، الذي سطر يوما أمجاد عظائم أمتنا وجعل من مصر ميادين شتى للنجاح في كافة ألوان الفنون والأدب والعمارة والطب والفلك بلا منازع ، أعندكم القدرة أن تفنوا أنفسكم وتذوبوا من أجل مصر ، لا تتحدثون بنبرة الظلم ، فالظلم مع تطور المجتمعات واقع لا محالة ولكن الظلم ليس مطلوبا في حد ذاته وقد يأتي كنتيجة عفوية غير مقصودة ، ولكنه أيا ما كان القول والداعي فإنه يقع ، المهم أننا نمتلك القدرة والإرادة علي تقليله بقدر الإمكان ، المهم ألا يكون هناك صدام ، وقد أوشك أن يتحقق ، فلا بد من درئه وتجفيف منابعه بالمشاركة الفاعلة نحو مجتمع صحيح معاف .
مصر تحتاج منا الكثير ، تحتاج إلي عمل وصبر ومثابرة من أجل تحقيق المستحيل تحتاج إلي البحث عن الأفكار البناءة الغير تقليدية ، تحتاج أن نجهد ونعمل عقولنا من أجل البحث عن أفكار تجعل من مصرنا مئات مصر في وقت قياسي ، الإختلاف ليس وراءه إلا الشقاء ، الإختلاف ليس وراءه إلا الإنكسار والإنكسار ليس له علاج فعلاجه جد مكلف ويكلف الكثير قد لا نستطيع عليه ، فقد أحدثت ما يطلق عليها ثورة ٢٥ يناير سنة ٢٠١١ شرخا مازالت مصر تعاني منه حتي الأن وربما تطيل علينا الأيام والسنون ولا يعلمها إلا الله ، فما بالكم بالإنكسار علاجه جد مرهق وإن تم العلاج فسيأخذ كل ما هو غال ونفيس من عضد هذا البلد وأرصدته المستقبلية ، ولن يتبقي شيئ في حصالة الأجيال القادمة ، هذا إذا لم يقدر لنا الله أمورا أخرى .
أقول ذلك ليس من باب الإطراء للحاكم ولكنها الحقيقة الغائبة عن أذهاننا جميعا ، ولا يعلمها إلا حصيفي العقول ممن تعلموا في مدرسة الحكماء ، وأنا لا أدعي الحكمة في فأنا مازلت أتعلم وسأتعلم إلي أن يشاء ربي بقبضه روحي ، نحن بحاجة إلي صبر أيوب وإن ظلمنا ، تلك هي حكمة بناء مصر ، ” الصبر” ولعل الحكمة الدارجة تقول ” الصبر مفتاح الفرج ” وأي أمة أو أي جماعة إنسانية تصبر إلا وكان النصر حليفها ، يقول رب العزة جل وعلي ” إن الله مع الصابرين ” تخيلوا أن الباني هو الله وأنه معكم ، فتخيلوا ماذا يكون البناء ، إنه الصرح الذي ما بعده بناء ،إنها القدرة الإلهية ، لذا تسرع شعب مصر في الخامس والعشرين من يناير فماذا كانت النتيجة ، إنها الخلخلة الإقتصادية فماذا كان ببالكم لولا أن حفظ الله عليكم مصركم ؟ ، وكانت كهزة الزلزال ، أو إستحكم الغباء العقول وأصبحنا كنار الهشيم يأكل كل منا بعضه
أريد منكم أن نضع الحلول التي تهدف إلي محاربة أوجه الفساد ، الترشيد ، إبتكار حلول فعالة من أجل تحسين الوضع الإقتصادى بالبلاد ، كيفة الإستفادة من مواردنا بشكل فاعل ، الطرق الفاعلة والحلول المبتكرة لإعادة السياحة إلى سابق عهدها وبصورة أفضل ، ضعوا الحلول وعلي السلطة العليا بالبلاد أن تضعها أمام أعينها لولوج أسباب النجاح والتقدم وأنا أولكم سأحاول جاهدا أن أضع بعضا من الحلول المتواضعة في بعض مناحي الحياة في مصرنا بإذن الله وأعلم أن منكم من يحمل في جعبته أفكارا أرقي لربما بما يدور في خلدى بمراحل .